![]() |
تنمية الموارد البشرية |
المفهوم الأساسي لتنمية الموارد البشرية
يعد العنصر البشري من أهم الموارد في المنظمات المختلفة حيث تعتمد الموارد والمقومات الاخرى للمنظمة على كفاءة العنصر البشري في إدارتها، فهو مفتاح النجاح في تحقيق فعالية استخدام العناصر الأخرى مثل المواد الخام، إدارة التسويق، الاموال، حيث ترتبط فعالية أي منظمة بكفاءة العنصر البشري وقدرتة على العمل ورغبتة فيه، باعتباره العنصر الفعال في استخدام الموارد المتاحة، وتعتمد الإدارة في تعظيم النتائج على ترشيد استخدام العنصر البشري لتعدد المتغيرات المحددة له لدرجة تزيد من صعوبة قدرة الإدارة على ترشيد هذا العنصر، والأمر الذي جعل المشكلة الرئيسية التي تواجة الإدارة في أي منظمة هي التصرف على المتغيرات المحددة لهذا العنصر والتي تنعكس على مسئول هولاء الذين يمثلمون قدرة في المنظمة.
مفهوم تنمية الموارد البشرية
هناك تعريفات عديدة لتنمية الموارد البشرية منها:
إدارة الموارد البشرية هي العلاقة بين الموارد البشرية والأهداف الإستراتيجية للمنشأة لغرض تحسين أداءها وتطوير ثقافة المؤسسة من أجل زيادة مرونتها وإبداعها.
وتعتبر إدارة الموارد البشرية بمثابة الإدارة التي تؤمن بأن الأفراد العاملين في مختلف المستويات هم أهم الموارد ومن واجبها ان تعمل على تزويدهم بكافة الوسائل التي تمكنهم من القيام بأعمالهم لما فيه مصلحتها، وان تراقبهم عليهم باستمرار ضمان نجاحها ونجاحهم، ونجاح المصلحة العامة.
إدارة الموارد البشرية هي النشاط الذي يهتم بالإشراف على كافة شئون الأفراد منذ التحاقهم بالخدمة إلى وقت بلوغهم سن الإحالة إلى المعاش من ناحية الانشطة المتعلقة بتوظيف، وتقييم الوظائف، وتخطيط القوى العاملة، والاختيار والتعيين، والتدريب، والنقل، والترقية لكي يتحقق الاستمرار في القوى العاملة وزيادة رضاهم عن العمل وبالتالي زيادة الانتاج.(الزيادي، 2006، ص 9)
ايضاً تعرف بأنها النشاط الذي يتم بموجبة الحصول على الأفراد اللازمين للمنظمة كماً، ونوعاً، بما يخدم أغراضها ويرغبهم في البقاء بخدمتهم، ويجعلهم يبذلون أقصى طاقاتهم لإيجاد الحلول للمشكلات المتعلقة بالعنصر البشري التي تواجهة المنظمة.(الصباغ، 2008، ص8)
أو كذلك يمكن القول بأن إدارة الموارد البشرية تشمل دراسة انشطة الموارد البشرية وتحليلها وربطها بغايات واستراتيجيات المنظمة، بحيث يصبح العنصر البشري أحد الأسلحة لتحقيق الميزة التنافسية وتحسين اوضاع المنظمة السوقية ونتائج أعمالها.(المرسي، 2003، ص 53)
في حين يعرف البعض الموارد البشرية بأنها مجموعة الاستراتيجيات والخطط الموجهة لإدارة التغيير في نظام الموارد البشرية التي تعتمد على تدعيم استراتيجية المنظمة وتحقيق أهدافها الإستراتيجية لمواجهة التغييرات التي تواجة المنظمة في ظل الظروف البيئية المحيطة.(الخطيب، 2003، ص8)
ومن واقع التعريفات السابقة للموارد البشرية نرأى مفهوم تنمية الموارد البشرية هي العلاقة بين إدارة الموارد البشرية نفسها والأهداف والغايات التي تسعى الإدارة إلى تحقيقها من خلال استغلال هذه الموارد من جماعات من البشر وتنسيق جهودهم في وسط بيئي اجتماعي يتفاعل معه ويتأثر به وكل هذا يتم من خلال الوظائف الأساسية لتنمية الموارد البشرية.
أهداف إدارة الموارد البشرية
تسعى إدارة الموارد البشرية إلى تحقيق أهداف منها:- تمكين الإدارة من تحقيق أهداف التنظيم من خلال قوة العمل.
- استغلال أقصى طاقات العاملين وإمكانياتهم.
- تدعيم الإلتزام لدى الأفراد لنجاح المنظمة من خلال التوجية لجودة أدائهم.
- دمج سياسات إدارة الموارد البشرية مع خطط العمل وتعزيز ثقافة مناسبة أو إذا دعت الحاجة إعادة تشكيل ثقافة غير مناسبة.
- تطوير مجموعة من السياسات المتماسكة للأفراد والعاملين تعزز من استراتيجيات التنظيم لكي تتوافق الموارد مع متطلبات العمل وتطوير الأداء.
- تكوين بيئة يتم فيها إطلاق العنان للإبداع المستمر وطاقات العاملين.
- خلق نوعية من الظروف يمكن من خلالها أن يزدهر التجديد والعمل الجماعي والجودة الكلية .
- تمكين المنظمة من القيام بالاستخدام الأمثل للتطورات العملية والتقنية والمعلوماتية.
- الحفاظ على بيئة عمل صحية أمنة.
أهمية إدارة الموارد البشرية
تغيرت النظرة إلى إدارة وتنمية الموارد البشرية في الوقت الحالي، وأصبحت واحدة من أهم الوظائف الإدارية في المنظمات الحديثة.
وهناك أسباب كثيرة تفسر التطورات الذي حدث في نظرة الإدارة المسؤولة بالمنظمات المعاصرة إلى إدارة الموارد البشرية واهتمامها المتزايد بها كوظيفة إدارية متخصصة وأيضاً كفرع من فروع علم الإدارة. ومن أهم هذه الأسباب ما يلي :
- التوسع والتطور الصناعي الذي تم في العصر الحديث وكبر حجم العمالة الصناعية بما يشترط فيها من مواصفات وما تحتاج من تدريب ،وإعداد يجعل من العسير التفريط بالقوى العاملة التي يتم استخدامها ، وتدريبهم وضرورة المحافظة عليها من خلال نظم وإجراءات مستقرة تقدم على تنفيذها إدارة متخصصة ومسئولة.
- ارتفاع مستويات التعليم وزيادة فرص الثقافة العامة أمام العاملين ، أدى ذلك إلى تغير خصائص القوى العاملة ، وتطلب هذا الوضع الجديد وجود خبراء ومتخصصين في إدارة القوى العامله، ووسائل أكثر مناسبة للتعامل مع هذه النوعيات الحديثة من العاملين.
- ارتفاع تكلفة العمل الانساني، حيث تمثل الأجور نسبة عاليه ومتزايدة من تكاليف الإنتاج في جميع المنظمات الأمر الذي حتم الاهتمام بضغط تكلفة العمل وزيادة الإنتاجية العاملين من خلال البحث والدراسة والإدارة الجيدة التي يقوم جهاز متخصص في شئون العاملين.
- وقد رأى (علي السلمي) أن هناك سببين مهمين لتطوير إدارة الموارد البشرية وقد لخصهم في إكتشاف أهمية الأداء البشري كمحدد أساسي للكفاءة الإنتاجية، وأيضاً إكتشاف أهمية وقدرة إدارة الموارد البشرية في توجيه الأداء البشري والتأثير عليه بما يحقق المزيد من الكفاءة الإنتاجية. (السلمي، 1999, ص 82)
وظائف إدارة الموارد البشرية
تعد إدارة وتنمية الموارد البشريه ورعايتها من أهم ما يستحوذ اهتمام المؤسسات والمنظمات سواء العامة أو الخاصة ويرجع ذلك كون الموارد البشرية تمثل العنصر الأهم من عناصر الإنتاج، ولعل من الأسباب التي تدفع أيضاً الدول النامية إلى الاهتمام بالقوى البشرية هي الاحساس بالقوى الإنتاجية وعدم التوازن بين الطلب والعرض في بعض التخصصات، وانتشار ظاهرة البطالة بكثافة والرغبة في تطوير القوى العاملة باعتبارها الأساس الأول لخطط التنمية الشاملة للارتقاء بالأداء العام وتطويرة.
استعراض وظائف إدارة الموارد البشريه
- التوظيف: تعتبر عملية التوظيف هي الإمتداد التطبيقي لعملية التخطيط والإدارة الأساسية التي يمكن من خلالها إستقدام وإجتذاب الأفراد والمفاضلة بينهم وفقاً للمعايير العالمية، ويشمل الوظائف التالية:
- التحليل الوظيفي: ويعرف بأنه العملية النظامية لجمع المعلومات وإصدار الحكم بأهميتها وارتباطها بطبيعة العمل أو الوظيفة ويتضمن تشتكين أساسيين هما الوصف الوظيفي والمواصفات الوظيفية.
- تخطيط الموارد البشرية: ويعرف تخطيط الموارد البشرية أنه عملية ربط الاحتياجات المستقبلية مع العرض المحتمل للموارد البشرية أخذاً بعين الاعتبار الوضع الحالي والتوجيهات الاستراتيجية للمنظمة المعنية.
- الاستقطاب: هو استمالة وجذب مجموعة كافة من الأفراد يكونون القاعدة التي يمكن منها اختيار وانتقاء أصلح الأفراد لملئ الوظائف الشاغرة.
- الاختيار: المفاضلة بين عدد الأفراد الذين تقدموا لشغل وظيفة ما واختيار أفضلهم.
- التعيين: هي الخطوة الأخيرة في عملية التوظيف ويتضمن أربع نقاط اساسية، وهي إصدار قرار التعيين والتهيئة المبدئية، ثم التقديم أثناء فترة التجربة، وثبات صلاحية الموظف.
- التنمية والتطوير: ويشمل الوظائف التالية
- التدريب: هو أي نشاط يراد به تحسين قدرة الاشخاص على أداء مهمه ما في العمل عن طريق تحسين مهاراتهم أو زيادة معرفتهم.
- تخطيط المسار الوظيفي: عملية مستمره والتي من خلالها يتقدم الفرد من خلال مجموعة ومن المراحل التي تتميز فيها كل مرحله مجموعة من الخصائص والمهام
- تقييم الأداء: هو نظام رسمي لمراجعة وتقييم أداء مهنة الفريق أو الفرد ويمكن للموظف أن يعظم نقاط قوته والتغلب على العيوب ونقاط الضعف .
- التعويضات: وهو مكافأة الأفراد وتعويضهم حيث لابد أن يحصل الأفراد وعلى تعويض مناسب مقابل الجهد والعمل الذي يؤدونها ويتطلب ذلك من إدارة الأفراد إعداد هيكل مناسب للرواتب والأجور ونظام الحوافز والمكافأت المادية والمعنوية ويشمل الأتي:
- الراتب: هو المال الذي يتقاضاه الشخص مقابل أدائه الوظيفي.
- المنافع والمزايا: مكافآت مالية إضافية غير الراتب الأساسي تشمل الأجازات المدفوعة والرسمية والمرضية والتأمين الصحي.
- الحوافز: هي كل الوسائل والعوامل التي يكون من شأنها حث الموظفين والعمال على أداء واجباتهم بجد واخلاصهم، وتشجيع العاملين على بذل أكبر جهد زائد عن المعدل، في مجال الإنتاج.
- الأمن والسلامة المهنية: وتتمثل في توفير الرعاية الصحية والاجتماعية للعاملين للمحافظة على صحتهم وإيجاد نوع من الاتجاهات الإيجابية نحو المؤسسة لشعورهم بالأمان والولاء وتشتمل على:
- الأمان: تشمل حماية الموظفين من الأصابة بحوادث أثناء العمل وكفلهم ببرنامج التأمين الصحي.
- الصحة: تشير إلى خلاء الموظفين من أي جسدي أو نفسي يؤثر على مستوى إنتاجهم في العمل.
- العلاقات العمالية: وتتمثل في إرشاد أصحاب الأعمال إلى أفضل الطرق الواجب اتباعها لتحسين ظروف وشروط العمل ورفع الوعي الوقائي وترسيخ مفاهيم الصحة والسلامة المهنية بين العاملين وأصحاب الأعمال. وتشتمل على:
- علاقات الإدارة بالعاملين:وتتمثل في سياسة تعامل الإدارة مع العاملين في حفظ حقوقهم وواجباتهم ضمن الإطار والعقد الذي تم بينهم.
- علاقة الإدارة بالنفايات العمالية: وهي علاقة الإدارة مع مع النقابات العمالية للتواصل معهم في حل مشكلات العاملين وحفظ حقوقهم وفق قوانين العمل العمالية.